تابع المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) تعرض ثلاثة رعايا يمنيين للاعتداء والضرب من قبل عدد من المواطنين الأتراك في العاصمة التركية اسطنبول، وهي الحادثة التي تأتي ضمن مظاهر متكررة ومتصاعدة من الكراهية والعنصرية ضد الأجانب والعرب والسوريين خصوصا. 
ووفقا لشهادة أحد المعتدى عليهم وأفراد من الجالية اليمنية المتواجدين في محل الواقعة، وهو مجمع سكني، فإن المعتدين باشروا بضرب الضحايا أمام عناصر الشرطة الذين تدخلوا لمنع المعتدى عليهم من الدفاع عن أنفسهم، وتركوا المعتدين يواصلون اعتداءهم بدون أي محاولة لإيقافهم.
وأضاف أحد الشهود أن أحد عناصر الشرطة قام بنفسه بضرب أحد الضحايا على وجهه، دون مبرر، وحاول الاعتداء على الضحيتين الأخريين، دون أن يكون له أو زملائه أي موقف من المعتدين أو محاولة إيقافهم عن اعتدائهم.
وحدث الاعتداء عقب شجار وقع بين الطفل اليمني فراس النهاري (15 عاما)، وآخر تركي، ليبادر والد الطفل التركي للاعتداء على الطفل اليمني، ما دفع شقيقه أنس إلى التدخل وإنقاذه والابتعاد به دون أن يمارس أي عنف في مواجهة التركي وطفله.
إلا أن المواطن التركي استدعى العشرات من مواطنيه ليباشروا الاعتداء على أنس في ظل تواطؤ أمن المجمع السكني الذين سمحوا بدخولهم برغم أنه لا يتم السماح بذلك إلا لسكان المجمع. وأقدم عشرات المواطنين الأتراك على مطاردة الشاب أنس وضربه ضربا مبرحا، وعندما تدخل والده لحمايته اعتدوا عليه أيضاً.
ووفقا لشهود العيان فإن أحد عناصر الشرطة اعتدى بالضرب على الطفل فراس في وجهه أربع مرات، في حين استخدم زملاؤه رذاذ الفلفل في وجوه اليمنيين الذين حاولوا التدخل لمنع الاعتداء على مواطنيهم، دون أن يمنعوا المواطنين الأتراك من الاعتداء على اليمنيين.
إن هذه الحادثة تأتي في سياق حوادث متكررة ومشهودة ضمن تصاعد حملات الكراهية والعنصرية ضد الأجانب والعرب خصوصا، والتي تبعتها عشرات الاعتداءات وحوادث التمييز الخطيرة في الحياة العامة، وكان أغلب ضحاياها من اللاجئين السوريين، الأمر الذي يستدعي تدخل السلطات بحزم وجدية، واتخاذ سياسات وإجراءات للحد منها وإنهائها قبل تفاقمها ووصولها إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه.
وينبغي على الدولة وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها القضائية والتنفيذية التعامل مع الأجانب المقيمين فيها واللاجئين بدون تمييز مما يصنف تمييزا عنصريا، واتخاذ إجراءات عقابية ضد من يحرض ضد الأجانب أو يحض على كراهيتهم أو من يقدم على أي ممارسات تمييزية أو أعمال عنف بحقهم.