ميشيغان – قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بأن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 17,000 طفل في غزة ولبنان، من بين عشرات الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى إصابة نحو 10,000 طفل ببتر ساق واحدة على الأقل بسبب الاستهداف المباشر للمدنيين، مشيرًا إلى أن تلك الجرائم المروعة تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، مما يجعلها تذكيرًا مأساويًا بالعنف المستمر ضد الفئات الأكثر ضعفًا، وسط غياب واضح للعدالة والمساءلة الدولية.
في قطاع غزة، كان الأطفال على رأس قائمة الضحايا، حيث قُتل أكثر من 17,000 طفل من بين 43,000 مدني فلسطيني فقدوا حياتهم خلال 411 يومًا من القصف الإسرائيلي المكثف. كما فقد نحو 10,000 طفل طرف واحد على الأقل، مما يجعل الأطفال يشكلون 33% من إجمالي الضحايا. تُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 70% من ضحايا الحرب في الأشهر الستة الأخيرة هم من النساء والأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
أما في لبنان، فمنذ بداية الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، تم توثيق مقتل أكثر من 3,000 مدني، من بينهم 185 طفلًا. كما أصيب 1,206 أطفال بجروح متفاوتة نتيجة القصف والهجمات المستمرة. ووفقًا للتقارير، فإن الهجمات الإسرائيلية تسببت في نزوح أكثر من 250,000 شخص، أغلبهم لجأوا إلى المدارس ومراكز الإيواء. هذا النزوح القسري أثر بشكل كبير على حياة الأطفال، إذ حُرموا من حقهم الأساسي في التعليم، وواجهوا تحديات خطيرة مثل انعدام الأمن والغذاء.
يؤكد المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) أن ما يجري من انتهاكات واعتداءات مستمرة ضد الأطفال في قطاع غزة ولبنان يشكل انتهاكًا خطيرًا وصريحًا للقواعد القانونية الدولية. فالقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، تُلزم الدول بحماية الأطفال من آثار النزاعات المسلحة، كما تُلزم اتفاقيات جنيف لعام 1949، وخصوصًا الاتفاقية الرابعة، الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال. وبحسب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يُعتبر الاستهداف المتعمد للأطفال جريمة حرب تستوجب الملاحقة والمساءلة.
وفي ضوء هذه الانتهاكات الجسيمة، يدعو المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الأطفال في مناطق الصراع، خصوصًا في قطاع غزة ولبنان، كما يُطالب المركز بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الأطفال، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر واحترام التزاماتها القانونية.
كما يشدد (ACJ) على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة، وتقديم الدعم النفسي للأطفال الذين عانوا من صدمات الحرب، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة النازحين إلى منازلهم ومدارسهم بأمان وكرامة.
يُذكر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بأن حماية الأطفال ليست خيارًا بل واجب قانوني وأخلاقي يقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره. إن استمرار هذه الجرائم دون رادع يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، ولا بد من اتخاذ خطوات جادة وفورية لضمان إنهاء هذه المآسي، ومنح الأطفال في غزة ولبنان فرصة للحياة بكرامة ومستقبل أفضل.