تبرّع

‏(ACJ): 188 صحفيًا قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين
  •  
  • 02/11/2024
  •  https://acjus.org/l?a4175 

    ميشيغان-  قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بأن 188 صحفيًا قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي خلال عام واحد، معبرًا عن إدانته البالغة وقلقه العميق إزاء التصاعد الشديد في استهداف الصحفيين في مناطق الصراع، لا سيما الفلسطينيين في قطاع غزة والصحفيين اللبنانيين إلى جانب الصحفيين اليمنيين، داعيًا المجتمع الدولي وأجهزته الأممية لاتخاذ موقف حاسم من الاستهداف الممنهج للصحفيين في مناطق الصراع.

    بالتزامن مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، يشعر (ACJ) بالصدمة لأعداد الصحفيين الفلسطينيين الذي قتلتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 الماضي، حيث ارتفع عدد الصحفيين إلى 183 صحفيًا بعد أن كان عددهم في العام الماضي 38 صحفيًا.

    يأتي هذا التصعيد في وقت يواجه الصحفيون في غزة انتهاكات ممنهجة أدت إلى تدمير منازلهم واستهداف عائلاتهم، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي منذ بداية الصراع أكثر من 50 منزلًا للصحفيين، مما أدى إلى مقتل العديد من أفراد عائلاتهم. ومن بين هؤلاء الضحايا عائلة الصحفي "وائل الدحدوح"، مراسل قناة الجزيرة، حيث فقد زوجته واثنين من أبنائه وحفيده الأصغر. وكذلك الصحفي "إياد المقيد" الذي فقد زوجته وأربعة من أبنائه في قصف استهدف منزله في دير البلح وسط قطاع غزة، وقائمة طويلة من الصحفيين الذين قتلوا رفقة ذويهم وعائلاتهم خلال الحرب المستمرة على غزة. 

    أما في لبنان فقد لقي 5 صحفيين لبنانيين حتفهم بعد استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي، منذ بداية العدوان على قطاع غزة أكتوبر 2023، آخر تلك الاستهدافات وقعت بتاريخ 25 أكتوبر 2024.

    حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف مقر إقامة مجموعة من الصحافيين العاملين في مؤسسات محلية وعربية في حاصبيا جنوبي لبنان، ما أدى إلى مقتل 3 صحفيين كانوا نائمين وهم: مصور قناة الميادين "غسان نجار" ومهندس البث "محمد رضا"، كما قُتل مصور قناة المنار "وسام قاسم" في الغارة الجوية نفسها. فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس، بأن السيارات خارج المبنى المنهار التي تحمل كلمة "صحافة" بالإنجليزية مغطاة بالغبار والركام.

    أما الصحفيون في اليمن فيتعرضون بحسب متابعة (ACJ) لموجة قاسية من القمع والاستهداف، فقد شهدت الأشهر الماضية حالات متعددة من الاعتقالات التعسفية والاختطاف، حيث أقدمت جماعة الحوثي على اختطاف عدد من الصحفيين في صنعاء ولا زال مصيرهم مجهول إلى هذه اللحظة ومنهم: " الإعلامية سحر الخولاني والكاتب محمد المياحي وصانع المحتوى الرقمي عبد الرحمن البيضاني"،. وفي عدن لا يزال الصحفي "أحمد ماهر" معتقلًا بعد صدور حكم بسجنه لمدة 4 سنوات من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، بعد محاكمة افتقرت لأدنى متطلبات العدالة، حيث استندت المحكمة إلى تهم غير مثبتة مثل نشر أخبار كاذبة كنوع من العقاب والترهيب للصحفيين على ممارسة عملهم، حيث تعتبر هذه الانتهاكات استمرارًا لسياسة الضغط والترهيب التي تعاني منها الصحافة اليمنية منذ اندلاع الصراع.

    ينوّه (ACJ) إلى أن القانون الدولي نصّ على حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي في أوقات النزاع، حيث تضمن المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949 حماية الصحفيين من أي هجمات تستهدفهم، كما تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حرية التعبير. ويعتبر استهداف الصحفيين خرقًا لهذه النصوص القانونية ويعد جريمة تستوجب المحاسبة.

    في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، يدعو المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) المجتمع الدولي إلى إدانة الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين في مناطق الصراع لا سيما قطاع غزة ولبنان واليمن، واتخاذ خطوات ملموسة لحمايتهم وضمان حقهم في ممارسة عملهم دون تهديد، والضغط على السلطات الإسرائيلية لضمان تحقيق شفاف ومستقل في الجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة ولبنان ومحاسبة المسؤولين عنها.

    كما يدعو إلى ضرورة قيام  الأمم المتحدة بإرسال فرق تحقيق دولية لتوثيق الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين في مناطق الصراع ورفع تقارير دورية لمجلس الأمن الدولي. مؤكدًا على أهمية حرية الصحافة كركيزة أساسية لدعم الديمقراطية والعدالة، وضرورة وضع حد للإفلات من العقاب كوسيلة لتعزيز الأمن والحماية للصحفيين في جميع أنحاء العالم.


  •