تبرّع

أحلم بأن أعود إلى بيتي
  •  
  • 2024-01-04
  •  https://acjus.org/l?a4099 

    أحلم  لو أعود إلى بيتي، حيثُ أستيقظُ على صوت اخوتي ووجه أمي ،إلى غرفتنا الصغيرة بزواياها الأربعة وأغراضها المهترئة والقديمة ، إلى مدرستي القريبة من منزلنا والى زملاء الدراسة ، إلى أحلامي التي دفنت بفعل جماعة الحوثي  هكذا يبدأ رشيد حديثه ليكمل 
    حين اغتصب الحوثي قريتنا في "عمران" أصبحت المصائب تنهال علينا كما قذائفهم  ورغم أن أبي لا صلة له بالسياسة والأحداث إلا أن جماعة الحوثي كانت تضايقه كثيراً حتى أني أتذكر في ذات نهار إقتادته جماعة الحوثي إلى المعتقل، مكث هناك شهر كامل لتفرج عنه بعدها بمبلغ مالي كان قد دفعه أحد أصدقاء أبي المقربون ، بعد خروج أبي من المعتقل قرر أن يغادر المنزل هروباً من مضايقة الحوثي له فخرج من المنزل ليلاً قاصداً مدينة مأرب تلك المحافظة التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية ،مر شهر على مغادرة ابي المنزل ولم تكن تعلم جماعة الحوثي بذلك حتى داهمت المنزل ليلاً لأعتقاله ولم تكن تجده ،فأخذوا أخي الذي لم يتجاوز من العمر 22عاما حيث اقتادته إلى مكان مجهول ، لكن الهاتف الذي أتانا على حين غرة من أبي يخبر والدتي بأن نغادر المنزل الى منزل عمي الذي يقع في القرية المجاورة ، خرجتْ والدتي إلى الغرفة المجاورة تحت مبرر العمل لكنها خرجت لتحرر دموعها بعيداً عن ناظرينا، ربما كنت صغيراً ولا أعلم لمَ  كُلُّ هذا الخوف والارتباك، لكنِّي أعلم أن إحساس والدتي لا يخيب فقد أخبرها أبي بأن جماعة الحوثي قاصدة تفجير منزلنا حيث أخبره بذلك صديقاً له مقرب من جماعة الحوثي .
    بعد يوم واحد من خروجنا من منزلنا قامت جماعة الحوثي بتفجير المنزل ، لا أتذكر في ذلك اليوم شيء غير دموع أمي وصراخها فبكيت لبكائها ولم أكن أدرك معنى أن يتم تفجير منزلنا حتى غادرنا عمران متجهين صوب مأرب ، هناك عرفت معنى أن نكون بلا منزل وبلا مأوى غير تلك الخيام المهترئة والتي لا تقينا برد الشتاء ، معنى أن يصحى الأطفال قاصدين المدرسة بينما نحن لا نستطيع الذهاب فوثائقنا المدرسية باتت تحت أنقاذ منزلنا المدمر ولا نستطيع العودة إلى هناك لإخراج وثائق غير تلك التي دفنت، ولم نستطع العودة إلى المدرسة لإكمال التعليم وبدلا من الذهاب إلى المدرسة أصبحت اتنقل بين شوارع المدينة أحمل بين يداي مجموعة من المناديل لأبيعها لعلي اجمع ما اسد به رمق عيش اسرتي بعد أن تعرض ابي لذبحة قلبية فقد فيها حياته.


  •