بين صرخة ولهفة وبين غصة ودمعة يحاول "ابو عبد الله " لملمة روحة وجمع قواه التي انهارت مع إنهيار منزله إذ فقد منزله وأسرته فى قصف للحوثى ،حيث كان يمتلك اربعة من الأطفال ولد وثلاث بنات فبعد خروجه باكراً من منزله باحثاً عما يسد رمق جوع أبنائه - حد قوله - إذ عاد إلى منزله فلم يجده سوى سراب متراكم قد هدم بفعل جماعة الحوثي
يقول أبو عبدالله " ثبت بمكانى ولم أعرف وقتها ماذا أفعل وأين أسرتى وإلى أين سأذهب ، على الفور أبلغنى أهل الحى أنه تم قصف المنزل من الحوثيين ولم يستطيعوا إنقاذ أحد من أسرتى، أخذت فى الصراخ ونبش التراب لعلي أجد جسد أحد من أبنائى، لكن القصف المتوالي لم يمهلني حتى الفرصة للبحث ، غير أن الحظ قد حالف زوجتي التي خرجت هي الأخرى إلى منزل جارتنا لقضاء بعض الوقت ، وما أن سمعت الأصوات حتى خرجت مسرعةوهي ترتجف ويعلوا صوتها الألم قاصدة باب بيتها لكنها لن تكن تراه .
تقول ام عبد الله " كنت أشعر بأن الأرض تهتز من تحت قدمي ، واختل توازني وأرى الدنيا تدور من حولي، وكنت اصرخ "عيالي ،عيالي رغم أني لم أكن أعلم أن بيتي قد هدم ، خرجت مسرعة من منزل جارتي وحين وصلت وجدت البيت قد انهار بالكامل على ابنائي ، صرخت منادية ولكن لا جدوى فالركام قد غطى أجساد ابنائي ولاشيء هناك غير ذلك الركام المتهالك وبعض من الأغراض المهترئة وصوت أبناء الحي محاولين إنتشال الأطفال من بين الركام.