ميشيغان- يُعرب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عن قلقه البالغ إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي باليمن، حيث تتفاقم معاناتهم بسبب توقف صرف مرتباتهم منذ أكثر من سبع سنوات، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة تأتي في ظل إضرابات واحتجاجات متواصلة من قِبَل المعلمين، الذين يطالبون بحقوقهم الأساسية في الحصول على رواتبهم، والتي تُعدُّ شريان الحياة لأسرهم.
وفقًا للمعلومات الواردة، فقد تأكد (ACJ) من بدأ المعلمين في مناطق أمانة صنعاء أمس الاثنين، تنفيذ اضراب في عدة مدارس أمس للمطالبة بصرف رواتبهم المستحقة، مشيرًا إلى أن هذا الاضراب ليس الأول من نوعه حيث نظم المعلمون عدة إضرابات قُوبلت بتوجيه اتهامات التخوين بحق المعلمين المضربين وشن حملات قمعية من قبل جماعة الحوثي، شملت التهديد بالفصل التعسفي، والاعتقالات والتي كان من بينها رئيس نادي المعلمين "أبو زيد الكميم" الذي تدهورت حالته الصحية في السجن وخرج بعد عدة ضغوطات وحملات طالبت بالافراج عنه.
يُشار إلى أن جماعة الحوثي كانت قد أنشأت ما يُسمى ب “صندوق دعم المعلم”، الذي تُحصَّل من خلاله مليارات الريالات اليمنية شهريًا من إيرادات الرسوم التي تفرضها على الطلبة في كل فصل دراسي، حيث تقوم بجمع 4000 ريال يمني من كل طالب، إلى جانب المبالغ المتحصل عليها من الجمارك والضرائب ورفع أسعار السلع الاستهلاكية بحجة دعم التعليم، دون أن تصل هذه الأموال للمعلمين أنفسهم، كما تم فرض رسوم إجبارية على الطلاب وأولياء الأمور، تُسمى “مساهمة مجتمعية”، دون أي تحسين ملموس على أوضاع المعلمين أو جودة التعليم.
وفي مواجهة هذه الظروف، يضطر المعلمون في صنعاء وغيرها من المدن إلى تنفيذ إضرابات شاملة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، ودعم العملية التعليمية حيث لا يجد المعلمين الأدوات الأساسية لمواصلة عملهم من طباشير للكتابة وأوراق وغيرها، في حين تستمر الجماعة في تجاهل هذه المطالب المشروعة، مع تخصيص مبالغ ضخمة للموالين لها في المناصب العليا، كما تؤكد تقارير حقوقية وإعلامية.
يدعو المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على جماعة الحوثي من أجل صرف رواتب المعلمين بانتظام وجدولة المتأخرات، ووقف جميع أشكال الترهيب والاعتقالات التعسفية بحق المعلمين، وضرورة تخصيص الموارد المحصّلة من الإيرادات لدعم التعليم وتحسين ظروف المعلمين.
كما يناشد المركز جميع الأطراف المعنية حماية التعليم كحق أساسي لكل طفل، وضمان كرامة المعلمين باعتبارهم حجر الأساس في بناء مستقبل اليمن.