ميتشغان- قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بأن قطاع غزة يشهد منذ بداية الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في أكتوبر 2023، تدهورًا غير مسبوق في القطاع الصحي، حيث أدت الحرب التي تجاوزت العشرة أشهر في اضطراب شامل في جميع الخدمات الصحية، بما في ذلك حملات التطعيم، مما أدى إلى تفشي الأمراض التي كان من الممكن الوقاية منها باللقاحات.
يشير (ACJ) إلى شعوره بالصدمة والقلق من الأرقام والمعلومات التي رصدتها عدة جهات صحية محلية ودولية حول الخطر الحقيقي الذي بات واقعًا في قطاع غزة بسبب تبعات الحرب المتسمرة وانعكاساتها على الواقع الصحي في قطاع غزة.
حيث أكدت منظمة الصحة العالمية تلقيها بلاغات عن حالات متفرقة من الحصبة والنكاف، إضافة إلى أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء.
فعلى صعيد شلل الأطفال، نشرت منظمة الصحة العالمية بيانًا بتاريخ 19 يوليو/تموز الماضي وحدثته بمعلومات إضافية بتاريخ 21 من الشهر نفسه، أشارت فيه إلى تأكيد انتشار سلالة فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عبر بيان لها على صفحتها في فيسبوك في 29 يوليو/تموز، عن أن غزة أصبحت منطقة لوباء شلل الأطفال.
أما بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الوضع الوبائي في قطاع غزة مزرٍ للغاية، حيث كشفت المراقبة عن تفشي أمراض الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ).
فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أُصيب أكثر من 100 ألف شخص في غزة بمتلازمة اليرقان الحاد أو بما يشتبه بأنه التهاب الكبد الوبائي (أ). ووفقًا للبيانات الصادرة عن برنامج الصحة التابع للأونروا، يتم الإبلاغ عن 800 إلى 1000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد أسبوعيًا من المراكز الصحية والملاجئ التابعة للأونروا في مختلف أنحاء غزة، وقد ارتفعت حالات التهاب الكبد الوبائي من 85 حالة فقط أُبلغ عنها قبل الحرب، إلى ما يقرب من 40 ألف حالة أُبلغ عنها منذ بدء الحرب.
ينوه (ACJ) إلى أن خطر انتشار المزيد من الأمراض يظل مرتفعًا بسبب عوامل متعددة، تشمل الاكتظاظ ونقص المياه والصرف الصحي وتعطل خدمات الرعاية الصحية الروتينية وتعثر النظام الصحي.
يُعرب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عن قلقه البالغ وتخوفه من تردي الأوضاع الصحية في قطاع غزة، لاسيما الخطر المحدق بحياة الأطفال والنساء وكبار السن مع استمرار الحرب على غزة، مؤكدًا على أن ما تقوم به إسرائيل يشكل خرقًا واضحًا للقوانين والمواثيق الدولية، بما في ذلك المادة 56 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على التزام الدول المحتلة بضمان وتقديم الخدمات الصحية والوقائية اللازمة للسكان في الأراضي المحتلة، وكذلك المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنص على حق كل فرد في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسدية والعقلية.
يدعو المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري والضغط على إسرائيل لوقف حربها وجرائم الإبادة المستمرة المستمرة والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل، كما يدعو إلى ضمان إقامة وتجهيز المستشفيات الميدانية والمراكز العاجلة لتطعيم سكان القطاع وتوفير العلاج للمصابين بالأمراض المعدية.
